هل أنت مهتم بتداول الذهب والنفط والفضة؟ تعرّف على فئات الآصول الآمنة مع دليلنا البسيط حول تداول السلع.
تُشكِّل السلع المادية مثل المعادن والمنتجات الزراعية والنفط الخام والتي لها قيمة ومنفعة ويمكن شراؤها وبيعها بحرية فئة أصول فريدة تُعرف باسم السلع. وتُعد هذه أقدم الأصول التي يتم تداولها. ويحظى تداول السلع بشعبية كبيرة حيث من المتوقع استمرار رواج هذا النوع من التداول. كما تشير التقديرات إلى نمو سوق خدمات تداول السلع العالمية بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) بنسبة 5.7% بين عام 2021 إلى عام 2026 ليتجاوز عتبة 5 تريليون دولار في عام 2026.
تُصنَّف السلع حسب مصدرها واستخدامها. وفيما يلي فئات السلع الثلاث الأكثر تداولاً:
النفط الخام والغاز الطبيعي والبنزين هي السلع الأكثر تداولاً ضمن هذه الفئة. ويتم الحصول على هذه السلع عن طريق التعدين ومن ثم تدخل المنتجات السوق بعد معالجة مكثفة.
نظراً لوجود مئات الدرجات المختلفة من النفط الخام، يستخدم المتداولون مؤشري خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط (WTI) لتداول النفط.
تُستخدم المعادن بكثافة في التصنيع والأغراض الصناعية، وهي ثاني أعلى فئة من السلع المتداولة. ويتضمن ذلك المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة والبلاديوم والألمنيوم والنحاس بالإضافة إلى معادن أخرى مثل الفولاذ والبرونز والسبائك الأخرى.
يُعد الذهب من أصول الملاذ الآمن حيث يميل إلى الاحتفاظ بقيمته أو حتى اكتسابها خلال فترات التوتر الجيوسياسي والانكماش الاقتصادي.
يتم تداول المنتجات الزراعية مثل القمح والذرة والأرز والقهوة والسكر وفول الصويا كسلع. ونظراً لعدم استخراجها أو تعدينها من الاحتياطيات، فإنها تُعرف أيضاً باسم السلع الأساسية سريعة الاستھلاك. وتميل هذه السلع إلى أن تكون شديدة التقلب بسبب مدة صلاحيتها المحدودة واعتمادها على الظروف الجوية بدرجة كبيرة.
تُعد السيولة من الاعتبارات المهمة للغاية لسوق السلع. لذا يبدأ معظم المتداولين الجدد بالنفط أو الذهب اللذين يتمتعان بأعلى معدل سيولة.
نظراً لأن السلع هي فئة الأصول الوحيدة التي يتم تداول الأصول المادية فيها في السوق، فإن مزايا التداول بها فريدة أيضاً.
في حين تتأثر الأصول الأخرى مثل الأسهم والعملات سلباً بالتضخم، تميل أسعار السلع إلى الارتفاع خلال فترات التضخم. فنظراً لأن السلع ترتبط مباشرة بارتفاع الأسعار، غالباً ما يستخدمها المتداولون للتحوط ضد تأثير التضخم على الأصول الأخرى في محافظهم الاستثمارية.
غالباً ما تتسبب الكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية في حدوث اضطرابات في سلسلة التوريد. وهذا يُقيِّد المعروض من السلع ويؤثر على أسعارها بشكلٍ إيجابي. وهنا يجدر الإشارة بأن الأحداث المحلية الخالصة لا تؤثر عادةً على أسعار السلع. فالأحداث العالمية فقط هي صاحبة التأثير القوي على السلع.
في الأسواق المالية العالمية، يتم تداول السلع من خلال المشتقات. ورغم وجود العقود الآجلة والخيارات، غالباً ما يتعرض المتداولون للسلع عبر عقود الفروقات (CFDs). وتسمح عقود الفروقات للمتداولين بالمضاربة على تحركات الأسعار دون شراء السلعة الأساسية أو امتلاكها. كما تميل عقود الفروقات الخاصة بالسلع إلى استخدام رافعة مالية أعلى من فئات الأصول الأخرى. وهنا يجب استخدام استخدام الرافعة المالية بعناية وحكمة. وفي الوقت الذي تزيد فيه الرافعة المالية العالية من إمكانية تحقيق أرباح كبيرة، إلا أنها تزيد أيضاً من إمكانية تكبد خسائر في حال تحرك السوق ضدك.
معلومة خفيفة
تُعد السلع وخاصةً النفط والذهب طريقة جيدة لتنويع المحفظة الاستثمارية التي تشمل الأسهم أو مؤشرات الأسهم.
يعمل سوق السلع بشكلٍ مختلف عن معظم فئات الأصول. وفيما يلي العوامل الرئيسية التي تؤثر على أسعار السلع:
كما هو الحال بالنسبة لأي أصل آخر، تتأثر أسعار السلع بقوى السوق للطلب والعرض. حيث تؤدي الزيادة في العرض إلى الضغط على الأسعار، بينما يرتبط الطلب ارتباطاً مباشراً بأسعار السلع الأساسية.
معلومة خفيفة
بالنسبة للنفط، تقوم منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) بتعديل الإنتاج للحفاظ على التوازن بين العرض والطلب لمنع التقلبات الشديدة في الأسعار.
تميل أسعار السلع إلى الارتفاع خلال أوقات معينة من العام. فعلى سبيل المثال، يزداد استهلاك القهوة في الشتاء مما يعزز الطلب في السوق العالمية، وبالتالي يرتفع السعر. كما تميل تجارة الذهب إلى اتباع مسار تصاعدي خلال “موسم الزفاف” في الهند، ثاني أعلى مستهلك للذهب في العالم.
في الأسواق المالية العالمية، يتم تسعير السلع بالدولار الأمريكي. ومع أي ارتفاع لسعر الدولار الأمريكي، ترتفع تكلفة السلع بالنسبة للأشخاص الذين يشترون بعملات أخرى. وهذا يؤثر على الطلب على السلع مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار.
تُستهلك السلع المنتَجة في كل مكان حول العالم، وذلك بفضل التقدم في آليات النقل والتخزين. وهذا هو السبب في أن أسعار السلع هي الأكثر عرضة لاختناقات سلسلة التوريد.
رغم أن الأحداث المحلية ليس لها تأثير كبير على أسعار السلع العالمية، إلا أن الظروف الجوية السيئة يمكن أن تُسبب تقلبات السوق. فعلى سبيل المثال، ارتفعت أسعار القهوة في الأسواق العالمية بنسبة 4% في يوم واحد خلال شهر أغسطس 2022 عندما توقف الإنتاج في البرازيل، أكبر منتج للقهوة في العالم، بسبب سوء الأحوال الجوية هناك. كما تميل الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير في الولايات المتحدة إلى إحداث تقلبات في أسعار النفط.
معلومة خفيفة
عند تداول السلع، تذكّر أن السلع عادةً ما تتبع دورات أكبر ودورات فرعية. فعادةً ما يحاول المتداولون اكتشاف هذا الاتجاه الأكبر وتداول التقلبات ضمن هذا الاتجاه.