ما هو تداول عقود الفروقات ولماذا أصبح هذا المصطلح شائعاً جداً؟ اكتشف كيفية استخدام عقود الفروقات لتداول الأسهم والفوركس ومجموعة متنوعة من الأصول الأخرى.
نمت شعبية تداول عقود الفروقات بين المتداولين بشكل ثابت على مر السنين، إلا أنها استقطبت مزيداً من الاهتمام خلال جائحة كورونا وأصبحت ظاهرةً عالمية. وأظهرت بعض الدراسات أن الاهتمام بتداول عقود الفروقات قد ارتفع بنسبة 193٪ في عام 2020. فهل تتساءل لماذا يختار المتداولون هذه الأداة للمضاربة في الأسواق المالية؟ دعنا نتعرف أولاً على تعريف تداول عقود الفروقات والمزايا والمخاطر الكامنة وراءه وكيف يعمل.
عقود الفروقات (CFDs) هي مشتقات أي أن قيمتها مشتقة من أصل أساسي. على سبيل المثال، تستمد عقود فروقات الذهب أسعارها من المعدن الأصفر. وبذلك تقدم عقود الفروقات وسيلة للتعرض لتحركات الأسعار في الأصل الأساسي دون الحاجة إلى شرائه أو بيعه. على سبيل المثال، إذا كنت متفائلاً بشأن ارتفاع أسعار الذهب من 1700 دولار إلى 1800 دولار، فيمكنك تداول هذا الفرق في السعر باستخدام عقود فروقات الذهب، دون شراء الذهب والاحتفاظ به حتى تبيعه.
البدء بمبلغ صغير: نظرًا لأنك تضارب على الفرق في سعر الأصل بين وقت افتتاح العقد وإغلاقه، يمكنك بدء التداول بمبلغ أقل بكثير من شراء الأصل بالكامل. مثلاً إذا كنت تتوقع ارتفاع أسعار الذهب من 1760 دولار إلى 1770 دولار، فأنت تتداول بمبلغ 10 دولار، ولست بحاجة إلى مبلغ 1760 دولار لشراء أونصة من الذهب.
الوصول إلى مجموعة أكبر من الأصول: تتوافر عقود الفروقات لمجموعة متنوعة من فئات الأصول، بما في ذلك الأسهم والمؤشرات والفوركس والسلع والعملات المشفرة. علاوة على ذلك، تتيح لك عقود الفروقات تداول الأصول التي قد لا تتمكن من الوصول إليها بطريقة خلاف ذلك. على سبيل المثال، يمكن للمتداولين اليوميين الوصول إلى النفط والسلع الأخرى باستخدام عقود الفروقات. وهذا يعني أنه يمكنك التداول في جميع الأسواق الرئيسية في العالم، على مدار الساعة، من منصة واحدة.
إتاحة فرص التداول في الأسواق الصاعدة والهابطة: يمكنك المضاربة بعقود الفروقات على تحركات الأسعار في أي اتجاه (صعوداً وهبوطاً)، مما يعني أن هناك فرص تداول في كل من الأسواق الصاعدة والهابطة.
استخدام الرافعة المالية في التداول: تقدم عقود الفروقات رافعة مالية أعلى بكثير من التداول التقليدي، مما يسمح لك باكتساب التعرض المطلوب للسوق عن طريق إيداع جزء صغير فقط من القيمة الإجمالية لتداولك. إذ يمكن أن تصل الرافعة المالية إلى 500:1 بالنسبة لبعض الأصول الأساسية.
دعنا نحاول فهم كيفية عمل الرافعة المالية وكيف تزيد من أرباحك إذا تحرك السوق في الاتجاه الذي توقعته، أو كيف تزيد من مخاطرك إذا تحرك السوق في الاتجاه المعاكس.
لنفترض أنك متفائل بشأن سهم شركة تسلا وترغب في المضاربة على 10 أسهم. ستكون المضاربة بـ 1,000 دولار للسهم الواحد، وبذلك ستبلغ قيمة هذا التعرض 10,000 دولار. وفي حال اشتريت هذه الأسهم بالكامل، فستحتاج إلى إيجاد 10,000 دولار. حالياً، أعلنت شركة تسلا عن أرباح قوية وارتفع السهم من 1,000 دولار إلى 1,010 دولار. وبناءً عليه إذا قررت بيع الأسهم، فستحقق ربحاً قدره 10 دولار لكل سهم. وسيكون إجمالي ربحك 100 دولار. وبذلك ستكون ربحت 100 دولار على استثمار 10,000 دولار، مما يعني أن نسبة أرباحك هي (100 دولار/ 10,000 دولار) *100، أو 1٪.
وإذا أبقينا الحجم الإجمالي لصفقتك عند 10 أسهم تسلا مع رافعة مالية بنسبة 100:1. فهذا يعني أنك بحاجة إلى 100 دولار فقط للحصول على ما قيمته 10,000 دولار من أسهم تسلا. في هذه الحالة سيقو الوسيط بإقراضك المبلغ المتبقي وقدره 9,900 دولار. وعندما يرتفع سعر السهم من 1,000 دولار إلى 1,010 دولار وتغلق الصفقة، فإنك لا تزال تكسب 10 دولار لكل سهم، أو 100 دولار بالمجمل. ومع ذلك، فقد ربحت 100 دولار عن طريق إيداع 100 دولار فقط لفتح صفقة عقود الفروقات. وهذا يعني أن نسبة أرباحك هي (100 دولار/ 100 دولار) *100، أو 100٪.
عندما تقرر تداول عقود الفروقات باستخدام الرافعة المالية، من المهم جداً الاستعانة بتقنيات إدارة مخاطر قوية، مثل وقف الخسارة وجني الأرباح، مع كل صفقة تداول.
هناك ميزة أخرى للرافعة المالية هي أنها توفر أموالك، والتي يمكنك استخدامها لوضع تداولات أخرى.
يمكنك مع عقود الفروقات المضاربة على أي اتجاه للأصل الذي اخترته. فإذا كنت تتوقع ارتفاع السعر، يمكنك فتح صفقة شراء باستخدام عقود الفروقات. وفي حال كنت تتوقع انخفاض الأسعار، تقوم بفتح صفقة بيع. وإذا تحرّك السوق في اتجاهك المتوقع، فإنك ستكسب ربحاً عند إغلاق العقد. أما في حال تحرّك السوق في اتجاه معاكس لك، فإنك ستتكبد خسارة عند إغلاق العقد.
يتم تداول عقود الفروقات في العقود الموحدة، والمعروفة باسم “اللوت”. حيث يعتمد حجم اللوت على الأصل الأساسي الذي يتم تداوله. ومن الجدير بالذكر أن عقود الفروقات لا تحتوي عادةً على تاريخ انتهاء سريان ثابت مما يعني أن الصفقة تبقى مفتوحة حتى تقرر إغلاقها. ولإغلاق الصفقة، فأنت تفتح فعلياً صفقة أخرى في الاتجاه المعاكس. على سبيل المثال، إذا كنت قد فتحت صفقة شراء لعقود الفروقات في الفضة وارتفعت أسعار الفضة بعد ذلك، فستقوم بوضع صفقة بيع لإغلاق صفقة الشراء الأصلية لتحقيق أرباحك.
لحساب الربح أو الخسارة في تداول عقود الفروقات، سوف تحتاج إلى:
فيما يلي خطوات حساب الربح أو الخسارة في تداول عقود الفروقات باستخدام المعلومات السابقة:
الخطوة 1
احسب حجم الصفقة بضرب حجم tick في عدد ticks (اللوتات) التي اشتريتها.
الخطوة 2
– اضرب حجم الصفقة في قيمة tick.
الخطوة 3
اضرب الرقم الذي تم تحقيقه في الخطوة 2 في الفرق بين سعر الأصل عند إغلاق الصفقة وفتحها.
الربح أو الخسارة = (حجم الصفقة × قيمة tick) × (سعر الإغلاق – سعر الفتح)
على سبيل المثال، قمت بشراء 50 عقد فروقات أمازون بحجم 1 tick، وقيمة 1 tick دولار. وفتحت الصفقة عندما كان سعر سهم أمازون 200 دولار وأغلقت الصفقة عندما وصل سعر السهم إلى 210 دولار.
سيتم احتساب ربحك على النحو التالي: (50× 1)× (210- 200) = 500 دولار
ومع ذلك إذا انخفض سعر سهم أمازون من 200 دولار إلى 190 دولار، فسيتم حساب خسارتك على النحو التالي: (50×1)× (190-200) = -500 دولار
من هذا الرقم، يمكنك أيضاً خصم أي تكاليف مرتبطة، مثل رسوم التبييت للوصول إلى مبلغ الربح أو الخسارة الفعلي.